بقول لينٍ جداً .. الخطيب يوجه رسالة إلى “فرعون سوريا”!!
وجه معاذ الخطيب رئيس المجلس الوطني السابق رسالة إلى المجرم بشار الأسد بعنوان “حوار هادئ مع فرعون سوريا”، وتحدث بالخطاب الذي أتى بـ34 دقيقة عن عدد من الأخطاء من جانب النظام والمعارضة، كان فيها هادئً جدا في كلامه بل وليناً أيضا.
الخطيب عنون خطابه بالهادئ إلى فرعون سوريا، مستخدما وصية رب العالمين لموسى عليه السلام أن يخاطب فرعون مصر بالقول اللين، لعله يتذكر أو يخشى، حيث اعتبر الخطيب أن بشار الأسد رئيسا لسوريا ولكنه أخطئ بحق الشعب السوري.
وقال الخطيب أنه في بداية عام 2013 كان واضحا أن سوريا تتجه إلى امر خطير ، وهو أكبر من النظام والمعارضة، ولم يصغي أحد لهذا الكلام، ورأى أن هناك استهداف للمنطقة، حيث اخرجت العراق واليمن وليبيا وسوريا من الحسبان، وسيأتي الدور على إيران ثم السعودية وتركيا، وشبههم بملوك الطوائف الذين ينتهكون في صراع جيرانهم.
ورأى الخطيب أن العالم اليوم بالنسبة لسوريا، في أزمة كبيرة ومستنقع، بينما أمريكا هي الدولة الوحيدة المستريحة وإسرائيل هي الدولة المستفيدة، حيث اعتبر أن الأخيرة لن تهنئ ما دام هناك قوة في المنطقة تواجهها.
واعتبر الخطيب أن النظام استخدم التشويه ضد الشعب السوري وحشر الجميع في خانة العمالة، بينما الحقيقة كما رآها الخطيب أن هناك ابطال وشرفاء كما أن هناك عملاء وانتهازيين ولصوص ومجرمين،
ووجه الخطيب كلامه للأسد أن سوريا لن تعيش الاستقرار ما لم يكن هناك حرية، واعتبر أن النظام في قوته لم يستطع أن يلبي حاجات شعبه، وما زال مغرورا وأنه انتصر، واعتبر الخطيب أن الشعب السوري قد تفكك سياسيا و اجتماعيا واسريا وفرديا.
وشدد الخطيب أن بشار الأسد لن يستطيع أن يحكم الناس لأنهم بمثابة قنابل موقوتة بسبب الجوع والفقر وفقدان الأمن وكثرة الرشاوي.
وتطرق الخطيب لقضية المظلومية التي اتخذتها الطائفة العلوية شماعة لما تقوم به بحق الشعب السوري، كما اتهم الإخوان المسلمين بأنهم خربوا المجلس الوطني والائتلاف الوطني بحجة مظلوميتهم ورغبتهم بوضع أيديهم على كل شيء.
واتهم الخطب أيضا هيئة التفاوض السورية بأنها خديعة للشعب السوري، وتحدث عن اللجنة الدستورية التي تحتوي على أشخاص أفاضل وأشخاص لا يعرفون شيء.
وتحدث الخطيب عن المؤامرات، حيث اعتبر نفسه أنه يعلم بها أكثر من بشار الأسد، وقال أن هناك ضباط شرفاء حبسوا في الفنادق ومنعوا من إعطاء النصيحة للثوار لأن هناك جهات ترغب بتدمير كل شيء، كما أن الدول لا ترحم أحدا حيث سمع بسيناريوهات كثيرة من بينها ما يخص بشار الأسد شخصيا بحال لم تنجح هذه الخطط، معتبرا أن بشار إذا علم بهذه السيناريوهات فلن ينام بالليل.
وأكد الخطيب أن هناك مخرج لما يحدث في سوريا واحتمال نجاحه 50%، ولكنه يقوم على أمر واحد وهو اجتماع الشعب السوري مرة أخرى، وهو ليس مستحيلا، مشددا على أن الظلم والإضطهاد جعل الناس لا تهتم بالجولان وكفرت بأوطانها، ولا بد من إعادتهم مرة أحرى، من خلال تعزيز نقاط التقاطع بين وجهات النظر، وتحدث الخطيب عن تجارب سابقة مثلا بولندا والبوسنة وجنوب أفريقيا ورواندا التي وقع فيها مجازر كبيرة، وتم تجاوزها!!.
وذّكر الخطيب بشار الأسد بالحل القديم والمبادرة التي طرحها بخروجه مع 500 إلى مكان آمن، والبدء بانتقال سلس وسلمي، حيث قال بشار الأسد وقتها أنه سمع بهذه المبادرة ولكنه لا يعلم بتفاصيلها، وقال أن هذا إهمال شديد من قبل رئيس النظام الذي أتته مبادرة من قبل رئيس المعارضة!!.
واستنكر الخطيب عدم رغبة الجميع بتشكيل جسم مكون من التكنوقراط من الناس الفنيين والمهنيين، حيث أن الشعب أصبح عنده نهم ويريد التدخل بالسياسة، وأعطى مثالا وهو المجلس الإسلامي السوري الذي يرغب بالسيطرة على كل الساحة السياسية إن استطاع ذلك، محملا بشار الأسد هذا النهم السياسي بسبب توحشه بحق الشعب السوري.
وأكد الخطيب أنه قام بإرسال رسائل عديدة إلى بشار الأسد ولكن هناك جهات تصد هذا الأمر من الوصول إليه، ووجه الخطيب كلامه لبشار الأسد بقوله “نريد أن نخرج من هذه الأزمة ونجد لها حل”.
وشدد الخطيب أنهم وضعوا رؤية مكتوبة تضمن انتقال مناسب للسلطة، وتم تسليم نسخة منها للجانبين الروسي والأمريكي، اللذان وعدا بدراستها، وطالب الخطيب بشار الأسد بطلب هذه الرؤية من الروس، وبحال رغب الاسد فهو مستعد بأي وقت لمناقشتها وعرضها.
واتهم الخطيب جميع الدول الإقليمية “تركيا والسعودية وقطر” بأنها أخطأت بحق الشعب السوري، ولكن هذه الدول هي ملاذ وباب آمان لتقف سوريا مرة أخرى على قدميها.
وحمل الخطيب بشار الأسد مسؤولية تفكك سوريا، وقال أنه لا بد من إيجاد حل حيث هناك مجموعة من السوريين من الطرفين مستعدة لـ اللقاء، وليس تحت مظلات دولية، بل يكون لقاء سوري سوري للتباحث، وقال أنه حتى ذكر مكان الإجتماع في مبادرته التي قدمها للروس والأمريكيين، واعتبر أن هذا الاجتماع إن حصل سيكون بداية طريق للحل، معتبرا أن النظام لا بد أن يمتلك المرونة حتى للإستغناء عن بشار الأسد إذا اتفق الطرفان على ذلك.