هضبة الجولان ملك لسوريا
ندما قسّم الفرنسيون والبريطانيون الشرق الأوسط، كانت مرتفعات الجولان جزءً من الأراضي الخاضعة للانتداب الفرنسي. ولم تكن جزءً من الأراضي الفلسطينية التي يدعي الإسرائيليون سلطتهم عليها. وبعد انتهاء الانتداب، عادت مرتفعات الجولان بشكل طبيعي إلى سوريا.
بدأت قصة مرتفعات الجولان الحالية عندما احتلتها إسرائيل عام 1967. أصدر مجلس الأمن الدولي عدداً من القرارات التي تؤكد أن الأرض “أرض محتلة” ولم يعترف بالاحتلال الإسرائيلي. وفقًا لذلك، دعا مجلس الأمن الكيان الإسرائيلي مراراً وتكراراً إلى الانسحاب من الأراضي السورية. ومع ذلك، لم تعترف إسرائيل أبداً بسلطة الأمم المتحدة، بل على العكس، في عام 1981، أعلنت إسرائيل للعالم أنها ستضم مرتفعات الجولان. ومع ذلك، لم تعترف أي دولة في العالم بهذا الإعلان، لأنه يعارض تماماً قرارات الأمم المتحدة وينتهك القانون الدولي.
الآن، وقّع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الإعلان الرئاسي الرسمي الذي يعترف بمرتفعات الجولان كجزء من إسرائيل. أصبحت الولايات المتحدة أول دولة تعترف بالاحتلال غير القانوني. اعتبر الرئيس ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو هذه الخطوة غير القانونية بمثابة “عدالة تاريخية” و”نصر دبلوماسي”.
ومع ذلك، هذه الخطوة هي انتهاك واضح للمادة الثانية من ميثاق الأمم المتحدة التي تحدد المبادئ الرئيسية لنظام الأمم المتحدة. وفقًا للمادة 2/4 من الميثاق، “يجب على جميع الأعضاء الامتناع في علاقاتهم الدولية عن التهديد باستعمال القوة، أو استخدامها، أو استعمالها ضد السلامة الإقليمية، أو الاستقلال السياسي لأي دولة.”
هذه ليست أول محاولة لترامب لانتهاك القانون الدولي. لقد انتهك هو وسياساته العديد من معايير القانون الدولي، وخاصة في الشرق الأوسط. أولاً، دعمت إدارة ترامب ي ب ك/بي كا كا/ب ي د، حتى بعد الهزيمة الكاملة لداعش في سوريا. وهكذا، عزلت واحدة من أقرب حلفائها في المنطقة، ألا وهي تركيا.
بعد ذلك، قررت نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، مع الاعتراف بـ “القدس الموحدة” عاصمة إسرائيلية. ويتناقض هذا الاعتراف مع مبادئ وقرارات الأمم المتحدة، مما يؤدي إلى عزل المسلمين في جميع أنحاء العالم.
والآن، تعترف بالسيادة الإسرائيلية على مرتفعات الجولان، التي هي جزء من سوريا والعالم العربي. وبالتالي، فإن ترامب سيحبط الجمهور العربي ويخيب آماله أكثر. هذه التحركات أحادية الجانب خفضّت مستوى الولايات المتحدة وجعلتها تظهر بنفس مستوى إسرائيل.
ولكن لماذا يتخذ ترامب هذه الخطوات؟ يدعي الكثيرون أن الأمر يتعلق بأيديولوجيته ومعتقداته الدينية. مع الأخذ بعين الاعتبار التطابق بين هذه الادعاءات وتحركاته السياسية، نجد أن هناك حقيقة في هذا الادعاء. ومع ذلك، فإن معظم المراقبين يدركون أن هذه الخطوة لها علاقة بالسياسة الداخلية لكل من البلدين، إذ يستعد كلاهما للانتخابات. تبدأ الانتخابات العامة في إسرائيل في 9 أبريل، ويريد نتنياهو إقناع الإسرائيليين بهذه الخطوة. لذلك اعتبر المراقبون إعلان ترامب بمثابة هدية سياسية لنتنياهو.