قصة_مثل بدوي … {اخذ بثاره بعد اربعين سنة وقال… استعجلت}

يروى انه اثنين من البدو أبناء عم كانوا يسرحوا بالغنم فحصل خلاف بينهم فضرب أحدهم الآخر دون قصد فقتله فرحل القاتل خوفا من الثأر واستقر به المطاف في البادية بعيدا عن مكان المقتول …
أما ابن عمه المقتول فكان له من الأخوة ثلاثة: الكبير اسمه سعود, والأوسط عواد , والأصغر علي . وبعد أن مضى على مقتل أخيهم عشرين عام ، اتفقوا على أن يخرج ثلاثتهم للبحث عن قاتل أخيهم الذي هو ابن عمهم ليقتلوه ثأرا لقتله أخيهم والمثل قال…
البدوي أخذ ثأره بعد اربعين سنة وقال: استعجلت.
فأخذوا يبحثون عنه في كل مكان حتى اهتدوا إلى مكان سكنه فقال أخوهم مانريد نذبحه گدام العرب ، اصبروا لليل حتى تخلص التعاليل واحد منا يمد عليه ويطخه، وبالليل جلسوا ينتظرونه خلف بيت الشعر وحين خلصت التعاليل عند شيخ القبيلة….
دخل ابن عمهم بيته وتناول الربابة وجلس ، فقال سعود لاخوته لاحد منكم يطخ عليه ، خلينا نسمع وش وده يگول. وللصدفة قام ابن عمهم يجر عالربابة وهو يقصد قصيدة يذكر فيها شوقه لأبناء عمه ويتوجد على حاله وماحصل له بعدهم ويذكر أسمائهم الثلاثة فيها فراح يقول :

والله ثم والله وعشرن ما بالاشهاد
وحق الرسول وحق باني البنية

إني عليل وماتهنيت بوساد
وياعلتي جوى الظماير خفية

والنفس ياعلي عيت عن الزاد
والعين عن طيب المنامة معية

وقلبي طوى الأيام والدهر ميعاد
وتجمعت ياعلي من كل نية

من بعدها يا راكبا فوق فداد
حرا على قطع الفيافي شتية

ان سايلك عني من الحي وداد
قلو كفاك الشر حالو ردية

وان سايلك عني من الحي حساد
قلو قوي الحيل عالمعنقية

نركب على الصفرة من الخيل ملكاد
ونلحق مع اول سربتن باسلية

وألفا هلا بسعود وألفا بعواد
وألفا صباح الخير وألفا مسية

ياسعود ياحرا على كف صياد
ومن ظربة مخلابك تسيل الدمية

بوجودكم نمشي على روس الاشهاد
ومن دونكم نقصر من الحبل طية

بعد القرايب قصر العمر مازاد
وشوف القرايب جنة الظاهرية

يالله لاتميتني بدار الاجناب
غير النشامة واقفينن عليه

فلما سمع أبناء عمه

القصيدة دخلوا عليه بالأحضان وهم يبكون وحلفوه أنه لم يدري بوجودهم حين قال قصيدته فحلف لهم

على ذلك فسامحوه وأعادوه معهم إلى قبيلتهم.

 

مجلس القبائل والعشائر السورية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى