نحن وخان شيخون…عبد الناصر العمر حوشان

بقلم: عبد الناصر العمر حوشان

أهالي كفرزيتا واللطامنة ومورك تربطهم علاقة خاصة بمدينة خان شيخون تختلف عن باقي مناطق الريف الحموي لسببين الاول لقربها منها و الثاني انها مركز تجاري كون فيها سوق قديم يتبادل الناس من الريف الشرقي والغربي والشمالي لادلب مع ريفنا الغربي والشمالي بضائعهم فيه وهذه العلاقة انتجت علاقات عائلية ومصاهرات و نسابة وشراكات تجارية وطَّدت روابط الاخوة مع اهالي المنطقتين .

اذكر و في سبيعينيات القرن الماضي حيث كنت في الصف الاول او الثاني ابتدائي ان اهلي وجيراني كانوا يقطفون ” العنب ” ويحملونه الى سوق خان شيخون وكانت وسائط النقل الشائعة انذاك هي الدراجات النارية حيث يصنع اصحابها ” خرج ” يتسع لقفيرين او تنكتين من الصفيح في كل عين و كان يضع السائق واحدة امامه و المرافق يضع اثنتين على رجليه , وكل اهالي كفرزيتا واللطامنة كانوا يسلكون الطريق الترابي المار من مقام ” الصياد ” المتمركز على تلة الصياد ” متكين ” قديما وهذا الطريق يبدأ بطلعة صعبة وخطرة لانها تتكون في الصيف من تراب ناعم ” ملمول ” تصل سماكته الى 50 سنتمتر تقريبا وكذلك الامر عند الطرف الاخر من التل , و هنا تتبدى مهارة السائقين فكثير منهم من يأتي مسرعا ” متحمّي ” على امل تسلق الطلعة دون مشاكل , مما يتسبب بسقوط ” تهوير ” اغلب السائقين و تمرغهم بالتراب الابيض الناعم وتعفيس العنب وعدم صلاحيته للبيع وكان السائقين يفرغون غضبهم بمرافقيهم ” اولادهم الصغار او اخوانهم ” وكيل اللعنات على هذه التجارة البخسة ويعودوا الى القرى على هيئة اشباح بيضاء لا تبين منهم ا الاعين التي خالطها العرق او الدموع .

شاهدنا لايحاول احداً ان يتجرأ بالتفكير في بيع ريف حماه في سوق خان شيخون لان ريفنا ليس عنباً ولا الخان مزاداّ للتنازلات , ما يربطنا مع خان شيخون وحدة الدم ووحدة الثورة ووحدة المصير .
وعلى كل من يفكر بذلك فليعلم ان مصيره سيكون تمريغا بالتراب تحت نعال الشرفاء .

 

مجلس القبائل والعشائر السورية

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من مجلس القبائل والعشائر السورية

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading