الحسب والنسب…في أصول القبائل والعشائر… !
نشر الأستاذ الشيخ عبد العزيز الأمير على موقع الرابطة العربية للنسابين والمؤرخين.. موضوعا يتحدث عن الحسب والنسب وكيف التفريق بينهما جاء فيه….
القبائل العـربية في تكوينها الاجتماعي تعتمد على مبدأين اساسيين وهما الحسب والنسب , والمقصود بالنسب هو رابطة الدم الذي تجمع العشيرة بجد واحد ينتسب الجميع اليه وهو من اقوى الوشائج التي تجمع بين ابناء الفخذ الواحد وبين الأفخاذ الأخرى الذين ينتهون الى جد أعلى أخر مشترك بينهما , ونظرا للضروف القاسية التي عاشتها القبائل العربية منذ مئات السنين في هذه الصحراء القاحلة واعتماد مبدأ الغزو لكثير من القبائل في تامين معيشها وديمومتها وما مر بها من كوارث طبيعية وأوبئة وأمراض قاتلة قد تؤدي احيانا الى الأبادة الجماعية لفخذ أو عشيرة ولم يتبقى منهم الا اشخاص قد يكونوا بعدد الاصابع فيلتجئون الى عشائر اخرى ويندمجوا معها على مر العصور ، لذا نرى قلة من القبائل استطاعت أن تحافظ على نقاء نسبها والجزم بعدم وجود دخيل على هذا النسب بأي صفة كانت ونتيجة لهذا فقد برزت الحاجة الى علاقة الحسب وهي بمثابة الحلف بين العوائل او الأفخاذ او العشائر ، فنقول ان الحلف هم اولئك الذين التفوا حولهم وكونوا تجمعا كبيرا متحالفا امام التجمعات العشائرية الاخرى التي نشأت في المنطقة منذ زمن بعيد وصاروا في عداد العشيرة الواحدة لمواجهة الاخطار التي تواجههم من التجمعات العشائرية الاخرى الأقوى والأكبر عددا وعدة منهم وذلك لعدم وجود سلطة او قوة رادعه في ذلك الوقت لحمايتهم من غزوا العشائر الاقوى لهم ، لذا نرى ان اغلب الجماعات الصغيرة والضعيفة تحاول جهد امكانها ان تتحالف مع عشائر كبيرة في المنطقة للحفاظ على امنهم ومساكنهم ومراعيهم ومع مرور الزمن تنصهر كليا في هذه العشائر وفق المبدأ المعروف (بأن الصغير يندمج وينصهر كليا مع الكبير ) ،
وهذا ما يؤكد الرأي الذي يؤكد على النسب والحسب على حد سواء في تكوين ونشوء القبائل والعشائر والتجمعات العشائرية وتفرعاتها الكثيرة والتي تنموا وتزداد مع مر السنين , والمشمولين بالحسب عدة انواع منهم :
- العشائر الصغيرة او الضعيفة المتحالفة مع بعضها لتكوين قوة كبيرة مسيطرة لطرد اعدائهم من منطقة معينه والاستيطان في اراضيهم وعلى مر السنين يشتهرون بنسبهم الجديد الذي تحالفوا به
- العوائل والافخاذ الضعيفة التي تنضوي مع عشيرة اكبر واقوى لغرض الحماية وتأمين الماء والمرعى
- المطلوبين لعشائرهم او العشائر الاخرى والتجاءهم الى كيانات قوية قادرة على حمايتهم
- المبعدون من عشائرهم وتجمعاتهم لاي سبب كان يجعلهم ينضمون الى عشائر اخرى بعيدة عن موطنهم الاصلي
- العبيد والاماء الذين يتم عتقهم من قبل اسيادهم فانهم بعد العتق سيواجهون مصاعب في العيش لعدم وجود قبيلة تستقبلهم وسيقعون في الرق مرة ثانية , وهذه مشكلة كبيرة عالجها ديننا الأسلامي الحنيف الذي يؤكد على المساواة بين الناس وعدم التمايز بينهم حسب العرق والنسب فقد قال رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم بان (مولى القوم منهم ) اي ان العبد المعتوق من اي عشيرة يكون منهم حسبا , وهذه قاعدة فقهية وعشائرية التزم بها المسلمون منذ صدر الاسلام ولغاية يومنا هذا , لذا نرى إن ملايين العبيد الذين اعتقوا خلال هذه الحقبة التاريخية الطويلة قد اندمجوا في القبائل والعشائر العربية التي أعتقتهم ولايمكن ان نفرقهم الان وهم موجودون في كل العوائل والافخاذ والعشائر سواء رضينا ام أبينا