سماسرة لتهريب الشباب من جنوب دمشق.. والدفع بالدولار
تفيد الأنباء الواردة من “مخيم اليرموك” جنوب دمشق، عن تحكم سماسرة تابعين لقوات النظام بالشباب الراغبين بالتوجه نحو الشمال السوري هرباً من الاعتقالات والخدمة العسكرية، لقاء مبالغ مالية تصل لنحو 5000 دولار للشخص الواحد.
وذكر ناشطون أن هؤلاء السماسرة يتبعون لضباط وعناصر أمن النظام، وأن تلك العمليات هدفها استمرار تهجير اللاجئين الفلسطينيين من جنوب دمشق.
في حين، ما يزال عناصر أمن النظام يفرضون قبضتهم الأمنية على مداخل ومخارج المخيم، ويمنعون الأهالي من العودة إلى منازلهم وتفقدها، إلا بموجب موافقة أمنية، يتم الحصول عليها من مفرزتين أمنيتين تم وضعهما على مدخل شارع الثلاثين، حيث يطلب هؤلاء العناصر من الأهالي أوراقاً تثبت أنهم من سكان المخيم أو لهم ممتلكات فيه، بحسب ما أفأدت به “مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا”، عبر موقعها الرسمي على الانترنت.
وأشار المصدر ذاته، إلى أن نظام الأسد ومجموعاته ومتعاونين معه، يواصلون عمليات نصب وابتزاز لذوي المعتقلين الفلسطينيين والسوريين في سجونه، لقاء الإفراج عنهم أو معلومات عن مصيرهم.
6 مليون ليرة سورية لقاء إطلاق سراح المعتقل
“عمر القيصر” الناشط في الشأن الفلسطيني، قال لموقع “اقتصاد”، إن حملة الاعتقالات ماتزال مستمرة بحق أبناء مخيم اليرموك المهجرين والقاطنين في بلدات “يلدا وبيبيلا وبيت سحم” جنوب دمشق بشكل شبه يومي، ليتم سوقهم من قبل قوات أمن النظام باتجاه فرع “فلسطين” وفي هذا الفرع تبدأ عمليات الابتزاز.
وأضاف “القيصر” أن عناصر الفرع يطلبون من الشاب أن يتصل بأهله من أجل إحضار المبلغ المطلوب مقابل إطلاق سراحه خلال مهلة 20 يوماً من تاريخ اعتقاله، وفي حال لم يتم إحضار المطلوب خلال تلك المدة يتم تهديد الشاب بأنه سيتم تحويله إلى سجن عدرا المركزي وبأنه سيتم إلباسه “البدلة الحمراء” و”الكيس الأسود”، بمعنى أنه سيتم إعدامه، بعد أن يتم تلفيق مئات التهم له.
وبيّن الناشط في الشأن الفلسطيني، أن عناصر النظام يطلبون مبالغ مالية تصل إلى حدود 6 مليون ليرة سورية، مقابل اخراج الشاب المعتقل من الفرع.
5000 دولار للتهريب من جنوب دمشق إلى الشمال السوري
ولا يقتصر الأمر بالنسبة لعمليات الابتزاز التي تقوم بها قوات النظام والمجموعات الأخرى المساندة لها والتي تبسط سيطرتها على مخيم اليرموك وما حوله على طلب مبالغ مالية لقاء إطلاق سراح من يتم اعتقاله في فرع فلسطين، بل يتعدى الأمر لعمليات ابتزاز من نوع آخر.
وفي هذا الصدد قال “القيصر”: “إن هناك أساليب يلجأ إليها عناصر تتبع لضباط أمن النظام من خلال التغرير بالشباب ومحاولة اقناعهم بضرورة الخروج من منطقة جنوب دمشق باتجاه الشمال السوري عن طريق التهريب، لقاء دفع مبلغ مالي يصل لحدود 5000 دولار على الشخص الواحد”.
وتابع بالقول: “إن تلك المبالغ تدفع لشباب المصالحات الذين لهم ارتباطات مع دوريات وضباط النظام، أو ممن يتبعون لفرع الأمن العسكري أو لفرع فلسطين”.
وعن آلية تهريب الشاب الراغب بالخروج من أحياء جنوب العاصمة دمشق باتجاه الشمال ذكر “القيصر” أنه يتم إخراج الشاب ضمن سيارة تتبع لأحد ضباط النظام من حاجز “بيت سحم” مروراً ببلدات المصالحة وصولاً إلى مدينة “قلعة المضيق” غربي حماة، وعند تلك النقطة يتم إنزال الشاب وتركه يمضي في حال سبيله باتجاه مناطق المعارضة.
وأورد “القيصر” أحد الأمثلة المتعلقة بخروج أحد الشبان من بلدة “يلدا” باتجاه “بيت سحم” ومنها إلى “إدلب” بعد أن دفع مبلغاً وقدره 5000 دولار، وعندما أرد الشاب أن يخرج خطيبته من جنوب دمشق طلب منه أحد سماسرة النظام 5000 دولار كمبلغ اضافي مقابل أن يتم ايصالها إلى إدلب.
التهريب إلى “لبنان” بـ 3500 دولار
وذكرت مصادر محلية أن النسبة الكبيرة من أهالي مخيم اليرموك تم تهجيرهم ومن بقي هم نسبة قليلة يتعرضون لعمليات الابتزاز، لافتين إلى أن أي شاب من سكان حي “التضامن” أو الحجر الأسود” أو من “مخيم اليرموك” معرض للاعتقال والابتزاز.
“عز الدين الدمشقي” الناشط الميداني ومن سكان حي “التضامن” قال لموقع “اقتصاد”: “إن عناصر النظام تفرض اليوم على الشباب خيارين إما الاعتقال أو تهريبهم من المنطقة مقابل دفع مبلغ مالي، وعمليات الابتزاز تتم بأسلوب حقير جداً من خلال ترهيب الشباب بأنه سيتم سوقهم للخدمة الإلزامية في صفوف النظام وميليشياته في حال لم يدفعوا (المبلغ المعلوم)”.
وعن خطوط التهريب من جنوب دمشق التي يعتمدها سماسرة النظام وشبيحته، أوضح “الدمشقي” أن خط التهريب الرئيسي كان من جنوب العاصمة باتجاه حماة إلى قلعة المضيق وصولاً إلى إدلب ومنها إلى تركيا، مبيناً أن هذا الخط هو الأغلى “كلفة” على الشخص الراغب بالخروج من المنطقة، وقد يصل المبلغ المطلوب إلى حدود 6000 دولار على الشخص الواحد.
وهناك خط تهريب آخر، بحسب “الدمشقي”، من جنوب دمشق إلى حمص ومنها إلى لبنان، وهذا الخط أقل كلفة بحيث يصل المبلغ إلى حدود 3500 دولار، مبيناً أن السماسرة لا تقبل بتهريب شخص واحد بل تعمل على تجميع ما يقارب من 10 شبان من أجل تهريبهم.
ولفت “الدمشقي” إلى أن المسؤول عن سماسرة التهريب والعقل المدبر ومدير العمليات هو شخص فلسطيني من الموالين لنظام الأسد يدعى “أبو علي”، مبيناً أن هذا الشخص يعمل تحت جناح المدعو “سهيل الحسن” قائد ما يسمى بقوات النمر.
وذكر المصدر ذاته، أن عمليات الابتزاز والتهريب امتدت إلى محافظة درعا، مشيراً إلى تهريب سماسرة النظام لأحد الأشخاص المعارضين والمطلوبين للنظام ومن المنتمين للمقاومة الشعبية في درعا باتجاه الشمال السوري، لقاء مبلغ وقدره 2 مليون و500 ألف ليرة سورية.
الجدير ذكره، أن الكثير من أبناء مخيم اليرموك وغيره من الأحياء الأخرى المحيطة به تعرضوا لعمليات “نصب” بعد أن دفعوا مبالغ لسماسرة النظام، إلا أنهم تعرضوا للاعتقال وهم في طريقهم إلى الشمال، ليتبين فيما بعد أن هؤلاء المهربين والسماسرة تحايلوا على هؤلاء الشبان وتم تسليمهم لعناصر الأمن، ليدخلوا من جديد في دوامة ومسلسل الابتزاز لإجبارهم على دفع المبالغ المالية مقابل إطلاق سراحهم، بحسب ما تحدث به ناشطون.