“المونيتور” ينشر شهادات سكان محليين تسلط الضوء على انتهاكات ميليشيا قسد بـ”دير الزور”
سلط موقع “المونيتور” الضوء على الاحتجاجات السلمية لأهالي وسكان دير الزور على نقص الخدمات والاعتقالات التعسفية والسرقات والتمييز من قبل ميليشيا قسد، ضمن تقرير نشره، أمس الجمعة، حمل عنوان “استمرار الاحتجاجات وحرب المعلومات في دير الزور”.
الاعتقالات وتزييف الحقيقة
قال الموقع أنه حصل على شهادات من شبان اعتقلوا لأسباب غير واضحة، وأن ميليشيا قسد متورطة بالتلاعب بالأسعار في المنطقة ذات الأغلبية العربية، وتعمل على توظيف الأشخاص المقربين منها، كما وتنقل وجهة نظر خاطئة عن مطالب السكان من خلال عملياتها الإعلامية.
وقال الموقع أن “وكالة نورث برس” المرتبطة بـ”قسد”، قالت إن المتظاهرين في منطقة الشعيطات يطالبون قسد بتجاهل “وجهاء العشائر” وأن المظاهرات كانت فقط من أجل خدمات أفضل وليس ضد قسد، مشيرةً إلى أن أولئك الذين يقولون خلاف ذلك هم خلايا تابعين لنظام الأسد، الأمر الذي نفاه موقع “مونيتور” بحسب شهادات من السكان المحليين في منطقة الاحتجاجات.
ونقل الموقع شهادة عن مجموعة تلغرام تحمل اسم “تنسيقية الحركة الشعبية في الشعيطات”، أن المطالب التي خرج من أجلها المتظاهرون تضمنت “إطلاق سراح المحتجزين وإعادة المسروقات التي سرقت من منازلهم أثناء مداهمات لميليشيا قسد”، لافتاً أن المتظاهرين التقوا وفد من التحالف الدولي للتفاوض حول مطالبهم.
وأشار الموقع إلى أن إحدى الصحفيات العاملة معه، دخلت المنطقة ضمن رحلة صحفية بتاريخ 14 و16 كانون الأول العام الماضي، عندما نُظم احتجاج وألقي القبض على عدد من الرجال الذين يزعم أنهم شاركوا في المظاهرة.
وألتقا الموقع مع رئيس المجلس المدني في دير الزور “غسان اليوسف” التابع لـ”الإدارة الذاتية” الذراع المدني لـ”قسد” في إدارة الشؤون المدنية، وهو أعلى منصب مدني في المنطقة التي حدثت فيها الاعتقالات، للوقوف على موضوع الاعتقالات.
وأشار “المونيتور” أن اليوسف ليس له أي رأي في من تعتقله ميليشيا قسد، وغالبا ما ينتهي به الأمر بمحاولة تأمين الإفراج عن المدنيين المعتقلين بشكل غير قانوني أو تعسفي في منطقته ويشعر أن هذا عبء لا داعي له لأن هؤلاء الأشخاص لا ينبغي أن يتم القبض عليهم في المقام الأول.
وتابع الموقع نقلاً على لسان اليوسف، “لا ينبغي أن أفعل هذا في كل مرة”، مع التلميح من السخط في صوته، وسأل “ما المشكلة إذا كانوا يريدون تنظيم مظاهرة؟”، في إشارة إلى الاعتقالات المتكررة للسكان المحليين من قبل قسد، الذين يزعمون في كثير من الأحيان أنهم اعتقلوا “إرهابيين”، لتطلق سراحهم لاحقاً دون توجيه أي تهم إليهم.
وأكد الموقع نقلاً عن مصادر محلية، أن الأشخاص الذين اعتقلوا في أبو حمام قد أطلق سراحهم بعد يومين دون توجيه اتهامات إليهم، بينما قال سكان محليون لـ”المونيتور”، إن المشكلة الأكبر هي عدم إطلاق سراح الأشخاص فحسب، بل يختفون تماماً.
سرقة الممتلكات ومقدرات المنطقة
كشف “المونيتور” أنه التقى بشخص يدير شركة إنشاءات خاصة (لم يكشف اسمه)، وقال للموقع إن ميليشيا قسد سرقت بعض ممتلكاته أثناء الاعتقال وإنها على الرغم من قتاله إلى جانبها ضد تنظيم “داعش” لكنه عاد إلى حياته المدنية بعد إصابته.
وعن مقدرات المنطقة، قال قيادي محلي أجرى الموقع مقابلة معه، أن قسد التي يقودها أكراد، ترسل وقود نوعية سيئة للغاية، بعد أن تأخذ النفط من حقول دير الزور ترسل نصف شحنة فقط إلى ذيبان حيث يخلطونه بمواد منخفضة الجودة ثم يبيعونه للسكان بأسعار أعلى بكثير.
وأشار القيادي إلى أن الوقود الجيد يمكن شراؤه في الحسكة بأقل من ربع سعره من النوعية الرديئة في منطقة الشعيطات، لافتاً أن النوعية الرديئة تتسبب بمشاكل شبه يومية للمركبات التي يستخدمونها في التنقل، مؤكداً استمرار تهريب قدر كبير من النفط إلى مناطق سيطرة نظام الأسد عبر نهر الفرات.
وأكد الموقع أن خلال الرحلة الصحفية شوهد طوابير طويلة من المركبات خارج محطات البنزين، والسبب عدم توفر الوقود، فيما تابع القيادي حديثه، أنهم كأهالي المنطقة طالبوا بالتغيير منذ عامين ولم يستجب أحد لمطالبهم بأي شكل من الأشكال، على الرغم من الاحتجاجات المتعددة ومحاولات الحوار.
التمييز العنصري والتغيير الديموغرافي
التقى الموقع ببعض السكان، وقالوا إن الأشخاص المؤهلين من المنطقة يتم التخلي عنهم بشكل روتيني للحصول على وظائف لصالح الأشخاص من الحسكة وأماكن أخرى، مما يؤدي إلى تفشي البطالة ونزوح الشباب في المنطقة.
وأكد أحد الأشخاص الذين التقى “المونيتور” بهم، الإهمال المتعمد من قبل إدارة المجلس المدني في أبو حمام معبرا ذلك بالقول “لا تقدم، لا نتائج”.
ولفت إلى أن أحد مطالب المحتجين هو الاتصال المباشر بالتحالف الدولي لأنهم يعتقدون أن هذا هو أملهم الوحيد في أي تحسن في المنطقة، وقال “قسد تقدم معلومات كاذبة للتحالف، لسنا خائفين من قسد، نحن خائفون من التحالف بعد أن تم تضليله من قسد”.
وأضاف، “نحن مدنيين لا يمكننا المرور عبر البصيرة، من أبو حمام إلى المعمل”، مؤكداً أن السكان يشعرون بأنهم محاصرون، واختتم “ليست تركيا التي تحاصرنا ولا إيران، إن الإدارة الذاتية التابعة لقسد هي التي تحاصرنا”.
وتسعى ميليشيا قسد من خلال هذه الانتهاكات التي تمارسها بحق السكان في المناطق العربية التي تحتلها شرقي الفرات، لتغيير التركيبة المحلية للسكان، فضلاً عن سرقة ثروات ومقدرات المنطقة التي تعتزم لاحقاً إلى إقامة مشروعها الانفصالي فيها.